اللون لوجهين: أحدهما: أن اللون صُفْرة ههنا فحمل على المعنى،
والثاني: أن اللون مضاف إلى المؤنَّث فأُنِّث.
قال ابن الأنباري: "ويجوز أن يكون مستأنفًا مرفوعًا بالابتداء، وخبره: "تَسُرُّ النَّاظِرِينَ"".
وذكر الأوجه الثلاثة أبو حيان، ثم قال: "والوجه الإعراب الأول؛ لأن إعراب: "لَوْنُهَا" مبتدأ، و"فَاقِعٌ" خبر مقدَّم، لا يجيزه الكوفيون، أو "تَسُرُّ النَّاظِرِينَ" خبره فيه تأنيث الخبر، ويحتاج إلى تأويل كما قررناه، وكون "لَوْنُهَا" فاعلًا بـ "فَاقِعٌ" جارٍ على نظم الكلام، ولا يحتاج إلى تقديم ولا تأخير ولا تأويل".
ولما وصل إلى إعراب جملة "تَسُرُّ النَّاظِرِينَ" قال: "وقد تقدَّم قول من جعلها خبرًا لقوله: "لَوْنُهَا"، وفيه تكلُّف، وقد ذكرناه".
"تَسُرُّ النَّاظِرِينَ": تَسُرُّ: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره "هي" يعود على البقرة. النَّاظِرِينَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم. والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
* وفي الجملة إعرابان:
الأول: وهو الأقوى، أن تكون في محل رفع صفة لـ "بَقَرُةُ".
الثاني: في محل رفع خبر عند من أعرب "لَوْنُهَا" مبتدأً.
على أنَّه على هذا الإعراب الثاني تكون جملة "لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ" في محل رفع صفة أيضًا.
قال أبو حيان (?): "وجاء هذا الوصف بالفعل [تَسُرُّ]، ولم يجئ باسم الفاعل لأن الفعل يشعر بالحدوث والتجدد".