2 - والواو في "صَمُّوا" حرف، وهو علامة جمع يلحق الفعل كما تلحقه تاء التأنيث. وعلى هذا فإن "كَثِيرٌ" فاعل للفعل "صَمُّوا" وذلك على لغة "أكلوني البراغيث".

قال أبو حيان: "ولا ينبغي ذلك لقلة هذه اللغة"

وهي عند السمين لغة ضعيفة لا يُبالى بها، وعند ابن الأنباري لغة: غير فصيحة.

3 - كثير: خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: العُمْيُ والصُّمُّ كثير منهم، وقدر مكي تقديرًا آخر: العَمَى والصَّمَمَ كثير منهم.

وقدره أبو السعود: أولئك كثير منهم.

وقدّره الفراء: ذلك كثير منهم.

وهذا الوجه هو اختيار الزجاج.

4 - كثير: مبتدأ، والجملة الفعليّة قبله خبر، أي: كثير منهم عموا، وهو ضعيف عند العكبري، وكذا عند الشهاب والبيضاوي.

وقال أبو حيان: "وضُعَّف بأنّ الفعل قد وقع موقعه فلا يُنْوَى به التأخير. . . ".

5 - الواو: ضمير عائد على المذكورين العائد عليهم واو "حَسِبُوا" وكَثِيرٌ: بَدَلٌ من هذا الضمير، كقولك: إخوتك قاموا كبيرُهم وصغيرُهم. ذكر هذا الوجه السمين.

ثم ذكر أن الفرق بين الوجه الخامس والوجه الأول أنّ الضمير في الوجه الأول مفسَّر بما قبله، وهم بنو إسرائيل، وأما في هذا الوجه الخامس فهو مفسَّر بما بعده، ثم قال: "وهذا أحد المواضع التي يُفَسَّر فيها الضمير بما بعده، وهو أن يُبْدَل منه ما يُفَسَّره. وهي مسألة خلاف. . . ".

ولم أجد مثل هذا عند غيره.

مِنْهُمْ: جارّ ومجرور. والجارّ متعلّق بمحذوف صفة لـ "كَثِيرٌ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015