في رَفْعه أوجه (?):
1 - ذهب جمهور أهل البصرة إلى أنه مرفوع على أنه مبتدأ، وخبره محذوف لدلالة خبر الأول عليه، أي: خبر "إِنَّ"، وهو قوله: "مَنْ آمَنَ".
ويكون التقدير:
"إن الذين آمنوا والذين هادوا مَن آمن. . .، والصابئون كذلك، ومَثَّله أبو حيان بقوله: إنَّ زيدًا وعمرو قائم. والتقدير: إنّ زيدًا قائم، وعمرو قائم.
وأطال الزمخشري الحديث في نُصرة مذهب سيبويه.
2 - معطوف على موضع اسم "إِنَّ"، لأنه قبل دخول "إِنَّ" كان في موضع رفع. وهذا مذهب الكسائي والفرّاء.
3 - مرفوع بالعطف على الضمير في "هَادُوا"، ورُوي هذا عند الكسائي.
قال الفراء: "قال الكسائي: أرفع "وَالصَّابِئُونَ" على إتباعه الاسم الذي في: "هَادُوا".
وذكره الهمداني عن الأخفش. وضعّفه ابن الأنباري.
قال أبو حيان: "ورُدّ بأن العطف عليه يقتضي أنّ الصابئين تهودوا، وليس الأمر كذلك".
وقال مكي: "وهو غلط. . . " وذكر العلة التي ذكرها أبو حيان، وزاد: "وأيضًا فإن العطف على الضمير المرفوع قبل أن يؤكَّد أو يُفصَل بينهما بما يقوم مقام التوكيد قبيح عند البصريين.