4 - الوجه الرابع (?): أن تكون "إِنَّ" بمعنى "نَعَمْ" حرف جواب، وما بعده مرفوع بالابتداء، فيكون "وَالصَّابِئُونَ" معطوفًا على ما قبله من المرفوع.
قال أبو حيان: "وهذا ضعيف لأنّ ثبوت "إِنَّ" بمعنى "نَعَمْ" فيه خلاف بين النحويين. وعلى تقدير ثبوت ذلك من لسان العرب فتحتاج إلى شيء يتقدَّمها تكون تصديقًا له، ولا تجيء ابتدائيّة أول الكلام من غير أن تكون جوابًا لكلام سابق".
5 - ذكر الواحدي قولًا لهشام بن معاوية، وهو أن تضمر خبر "إِنَّ"، وتبتدئ "وَالصَّابِئُونَ"، والتقدير: "إن الذين آمنوا والذين هادوا يُرْحَمون"، وذلك على قول من يقول: إنهم مسلمون. و"يُعَذَّبون" على قول من يذهب إلى أنهم كفّار. ويكون "مَن آمن" خبرًا عن "الصَّابِئُونَ".
قالوا: وهذا قريب من قول البصريين، وهو ما ذكرناه أولًا إلّا أنهم عكسوا المسألة، فأضمروا خبر المبتدأ، وقدَّروا أن الموجود لـ "إِنَّ".
6 - الصَّابِئُونَ: مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف كما ذهب سيبويه والخليل، إلّا أنه لا يُنْوَى بهذا المبتدأ التأخير، والفرق بينه وبين مذهب سيبويه نيَّةُ التأخير وعدمها.
قال أبو البقاء: "وهو ضعيف أيضًا؛ لما فيه من لزوم الحذف والفَصْل".
7 - الصَّابِئُونَ: ليس مرفوعًا، وإنما هو منصوب على لغة بني الحارث وغيرهم، ممن يجعل المثنى بالألف في كل حال. فمن ذهب هذا المذهب جعل "الصَّابِئُونَ" معطوفًا على اسم "إِنَّ". وهو منصوب، غير أنه لزمته الواو قياسًا على لزوم الألف للمثنى؛ على هذه اللغة.
وذكر هذا الوجه العكبري ومكي، وابن الأنباري.
وقال بعده العكبري: "وهو بعيد".
وذكره مكي ولم يعقِّب عليه بشيء.
قال السمين: "وهذا ضعيف، بل فاسد".
قال الهمداني: "وهو ضعيف أيضًا لقِلّته وقلة المستعملين له".