2 - الفاء سببية، فقد وقعت في جواب الاستفهام، وأواري: منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد الفاء. ذهب إلى هذا الزمخشري. وخطّأه أبو حيان، وكذا العكبري.

قال أبو حيان: "وهذا خطأ فاحش؛ لأن الفاء الواقعة جوابًا للاستفهام تنعقد من الجملة الاستفهاميّة والجواب شرط وجزاء، تقول: أتزورني فأكرمك، والمعنى إنْ تزرني أكرمك.

وقال تعالى: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا} [الأعراف: 53]، أي: إن يكن لنا شفعاء يشفعوا، ولو قلت هنا: إنْ أعجز أن أكونَ مثل هذا الغراب أوارِ سوءة أخي، لم يصحّ؛ لأن المواراة لا تترتَّب على عجزه عن كونه مثل الغراب".

ونقل السمين كلام أبي البقاء في المسألة، ثم قال: "ورَدّ الشيخ على أبي القاسم بما تقدَّم، وجعله غلطًا فاحشًا، وهو مسبوق إليه لما رأيت، فأساء عليه الأدب بشيء نقله عن غيره، اللَّه أعلم بصحته".

قلنا: لقد أساء السمين الأدب مع شيخه أيضًا، وما كان أحراه أن يلتمس له عذرًا! (?).

- وفاعل "فَأُوَارِيَ" ضمير مستتر تقديره "أنا".

سَوْءَةَ: مفعول به. أَخِي: مضاف إليه، والياء في محل جَرّ بالإضافة.

* وجملة "فَأُوَرِيَ" على الوجهين المتقدِّمين صلة موصول حرفي لا محل لها من الإعراب.

فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ:

تقدَّم مثله في آخر الآية السابقة "فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ".

* والجملة استئنافيَّة لا محل لها من الإعراب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015