قال أبو حيان (?): "قيل هذه جملة محذوفة تقديره: فوارى سوءة أخيه".
{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)}
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ:
مِنْ: حرف جَرّ. أَجْلِ: اسم مجرور. ذَلِكَ: ذا: اسم إشارة في محل جَرّ بالإضافة. واللام: للبُعد. والكاف: حرف للخطاب.
وفي تعلُّق الجارّ ما يأتي (?):
1 - متعلّق بـ "كَتَبْنَا"، وهو إشارة إلى القتل. والأجل في الأصل هو الجناية. وذهب أبو حيان إلى أنه رأي الجمهور. وذكر أبو السعود أن تقديم الجارّ للقصر، أي: من ذلك ابتدأ الكتب ومنه نشأ. . .
2 - قال قوم: إنه متعلّق بقوله: "مِنَ النَّادِمِينَ"، أي: باسم الفاعل في آخر الآية السابقة. أي: ندم من أجل ما وقع.
وتعقَّب هذا الوجه أبو البقاء، فقال: "ولا تتعلَّق بالنادمين؛ لأنه لا يحسن الابتداء بـ "كتبنا هنا".
وتعقَّب السمين أبا البقاء، فقال: "وهذا الردُّ غير واضح، وأين عدم الحُسْن بالابتداء بذلك؟ . . . ".
وذكر الهمداني الوجهين، ثم قال: "والوجه هو الأول، وعليه الجُلُّ؛ لأن الابتداء بكتبنا فيه ما فيه.