1 - متعلِّق بقوله: "أَخَذْنَا"، والتقدير فيه: وأخذنا من الذين قالوا إنا نصارى ميثاقهم. وهو التقدير الصحيح. وهذا الوجه هو الظاهر عند أبي حيان وتلميذه السمين.

وقال أبو حيان: "وأن الضمير في "مِيثَاقَهُمْ" عائد على الموصول، وأن الجملة معطوفة على قوله (?): "وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ".

2 - وقيل: إن "مِنَ الَّذِينَ" معطوف على "بَيْنَهُمُ"، في قوله تعالى: "وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ"، أي: من اليهود. والمعنى: ولا تزال تطلع على خائنة من اليهود، وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى.

وتكون جملة "أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ" استئنافيّة لا محل لها من الإعراب.

وُيؤْخَذُ على هذا الوجه طول الفَصْل بين المعطوف والمعطوف عليه، وتهيئة العامل للعمل في شيء وقطعه عنه دون ضرورة، فهو غير جائز.

3 - متعلِّق بمحذوف على أنه خبر محذوف، قامت صفته مقامه، والتقدير: "وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ".

والضمير في "مِيثَاقَهُمْ" عائد على ذلك المبتدأ المحذوف.

4 - وللكوفيين تقدير آخر. فقد جعلوا الجارّ والمجرور متعلِّقين بخبر مبتدأ محذوف، وقدَّروا هذا المبتدأ موصولًا، حُذِف وبقيت صلته. والتقدير عندهم: ومن الذين قالوا إنا نصارى مَن أخذنا ميثاقهم. وعلى هذا فالضمير في "مِيثَاقَهُمْ" عائد على "مِنَ". والكوفيون يجيزون حذف الموصول. ثم إنَّ "مَنْ" المقدّرة هذه قد تكون نكرة موصوفة حُذِفت وبقيت صفتها، فيكون التقدير هنا كالتقدير في الوجه الثالث المتقدِّم. ذكر هذا السمين متعقِّبًا فيه مذهب الكوفيين. والبصريون يأبون حذف الموصول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015