{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165)}
رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ (?):
رُسُلًا: وفيه الأعاريب الآتية:
1 - بَدَل من "رُسُلًا" الأول في الآية المتقدِّمة. وعَبّر الزمخشري عن هذا الوجه بالنصب على التكرير.
2 - منصوب بإضمار فعل، أي: أَرْسَلنا رُسُلًا.
3 - منصوب على المَدْح، أي: وأَمْدَحُ رُسُلًا مبشرِّين. ورَجّح الزمخشري هذا الوجه، فقال: "الأوجه أن ينتصب رُسُلًا على المدح، ويجوز انتصابه على التكرير".
4 - منصوب على تقدير "أعني".
قال أبو البقاء: "ويجوز أن يكون على المَدْح، أي: أعني رسلًا" وتعقَّبه السمين بأنه كان ينبغي أن يقدِّر فعلًا دالًا على المدح نحو "أمدح".
وذكر الشهاب أن البيضاوي قدَّم النصب على المدح على غيره لرجحانه.
5 - منصوب على الحال الموطِّئة. كقولك: مررت بزيدٍ رجلًا صالحًا.
قال السمين: "ومعنى التوطئة أي: أنها ليست مقصودة، وإنما المقصودُ صفتها، ألا ترى أن الرجوليّة مفهومة من قولك "بزيد" وإنما المقصود وصفه بالصلاحية".
وجعل الهمداني الحال من الهاء والميم "قَصَصْنَاهُمْ" في الآية السابقة، ثم أشار من غير تصريح إلى أن الحال موطئة.