قال مَكّي (?): "ومن جعل نصب "الْمُقِيمِينَ" على المدح جعل خبر "الرَّاسِخُونَ" "يُؤْمِنُونَ"، فإن جعل الخبر "أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ" لم يَجُزْ نصبُ "الْمُقِيمِينَ" على المدح؛ لأن المدح لا يكون إلا بعد تمام الكلام".
ومثل هذا عند ابن الأنباري والعكبري والهمداني والسمين والنحاس، وغيرهم.
الصَّلَاةَ: مفعول به لاسم الفاعل منصوب. وفاعل اسم الفاعل: ضمير مستتر تقديره "هم"، يعود على "الْمُؤْمِنُونَ" و"الرَّاسِخُونَ".
وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ: الواو: حرف عطف، المؤتون: فيه ما يأتي (?):
1 - مرفوع خبر عن مبتدأ مقدَّر أي: وهم المؤتون. وذُكِر أنّ هذا من باب المذكور في "الْمُقِيمِينَ".
قال أبو حيان: "ارتفع على خبر مبتدأ محذوف على سبيل قطع الصِّفات في المَدْح".
2 - اسم معطوف على "الرَّاسِخُونَ". وتعقّب السمين (?) هذا الوجه بأنّ فيه ضعفًا؛ قال: "لأنه إذا قُطِع التابع من متبوعه لم يَجُز أن يعود ما بعده إلى إعراب المتبوع، فلا يقال مررتُ بزيدٍ العاقلَ الفاضلِ، بنصب "العاقل" وجَرّ "الفاضل"، فكذلك هنا".
3 - اسم معطوف على الضمير المستكِنّ في "الرَّاسِخُونَ"؛ فهو مرفوع لهذا، وجاز هذا العطف للفصل.