ومعنى التوكيد عند الزمخشري تحقيق أن العقاب أو تحريم الطيبات لم يكن إلا بنقض العهد وما عُطِف عليه.

- وإذا كان المجرور "ما" على أنه نكرة تامة كان "نَقْضِهِم" بدلًا منه مجرورًا مثله.

- متعلَّق الباء (?):

وفيما يتعلّق به حَرْفُ الجَرّ على الوجهين السابقين ما يأتي:

1 - الفعل "حَرَّمْنَا" ويأتي بعد خمس آيات، وهو الآية 160 "فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا" ذكره العكبري وغيره، وعلى هذا يتعلّق بـ "حَرَّمْنَا" حرفا جَرّ، وذلك لا يجوز إلّا مع العطف، أو البدل. وأجابوا عن هذا بأن قوله "فَبِظُلمٍ" بَدَل من قوله "فبَمَا" بإعادة العامل. وقيل: لو كان بدلًا لما دخلت عليه الفاء العاطفة؛ لأن البدل تابع بنفسه من غير توسُّط حرف عطف. ورُدّ هذا الاعتراض بأنه لَمّا طال الكلامُ بين البَدَلِ والمُبْدَل منه أعاد الفاء للطُّول وذهب إلى هذا العكبري والزجاج والزمخشري وابن السّراج وغيرهم. ورَدّه أبو حَيّان لطول الفصل بين البدل والمبدل منه.

2 - متعلِّق بمحذوف، وتقديره عند ابن عطيّة:

قال: "مَا: زائدة مؤكّدة، والتقدير فبنقضهم، وحَذْفُ جواب هذا الكلام بليغ متروك مع ذهن السّامع، تقديره: "لعنّاهم وأذللناهم"، وحتّمنا على الموافِين منهم الخلودَ في جهنَّم".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015