وصل الفعل إليه فنصبه، فهو على هذا منصوب على نزع الخافض. وذكر هذا العكبري والسمين وغيرهما.

4 - ذهب ابن عطية إلى أنه مفعول ثان لـ "خُلِقَ" على أنه بمعنى "جَعَل"، ورأى أبو حيان أن هذا شيء غريب لم ينص عليه العلماء، ولم يذكروا هذا في الأفعال المتعدية لاثنين. وأخذ هذا السمين عن شيخه أبي حيان، وذكر السمين أن ابن عطية أشار إلى هذا، وما وجدناه عند ابن عطية أنه ذكره في حديثه عن القراءة "وَخَلَقَ الإنسانَ" على بناء الفعل للفاعل.

* وجملة "خُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا" استئنافيَّة تعليليَّة لما سبق لا محل لها من الإِعراب.

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29)}

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا: تقدّم إعراب مثل هذا في الآية/ 104 من سورة البقرة في الجزء الأول. لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ: تقدّم إعراب مثل هذا في الآية/ 188 من سورة البقرة في الجزء الثاني. إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ: إِلَّا أَنْ تَكُونَ: في الاستثناء قولان (?):

1 - منقطع، لأن التجارة لم تندرج في الأموال المأكولة بالباطل، والمستثنى كون، والكون ليس مالًا من الأموال.

2 - متصل على تقدير: لا تأكلوها بسبب إلا أن تكون تجارة، وعند الفارسي: إلا أن تكون التجارة تجارة، وضَعّف هذا الوجه أبو البقاء فقال: "لأنه قال بالباطل والتجارة ليست من جنس الباطل".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015