وقال أبو حيان: "وقيل "أَوْ يَتُوبَ" معطوف على "الْأَمْرِ"، وقيل على "شَيْءٌ"، أي: ليس لك من الأمر أو من توبتهم أو تعذيبهم شيء أو ليس لك من الأمر شيء أو توبتهم أو تعذيبهم".
والظاهر من هذه التخاريج هو الأول.
عَلَيْهِمْ: عَلَى: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر، والميم: للجمع، والجار والمجرور متعلّقان بالفعل "يَتُوبَ". أَوْ يُعَذِّبَهُمْ: أَوْ: حرف عطف، يُعَذِّب: فعل مضارع منصوب، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والميم: للجمع. والفاعل ضمير مستتر تقديره "هو".
* وجملة "يَتُوبَ" لا محل لها؛ صلة الموصول الحرفي.
* وجملة "يُعَذِّبَهُمْ" لا محل لها؛ معطوفة على جملة "يَتُوبَ".
فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ: فَإِنَّهُمْ: الفاء: للتعليل، إِنَّ: حرف مشبّه بالفعل. والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب اسمه، والميم: للجمع. ظَالِمُونَ: خبر "إِنَّ" مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه جمع مذكر سالم.
* وجملة "إِنَّهُمْ ظَالِمُونَ" لا محل لها؛ استئنافيَّة تعليليَّة.
فائدة في نصب المضارع بعد "أو"
من معاني "أو" أن تكون بمعنى "إلا" في الاستثناء، وهذه ينتصب المضارع بعدها بإضمار "أَنْ" كقولهم: "لأقتلنّه أو يُسْلِمَ"، أي: لأقتلنّه إلا أَنْ يُسْلِمَ، وقول زياد الأعجم:
وكنتُ إذا غَمزْتُ قناةَ قومٍ ... كَسَرْتُ كعوبَها أو تستقيما
وحمل على هذا المعنى بعض المحققين قوله تعالى: {لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً} (?)، فقدّر "تَفْرِضُوا" منصوبًا بـ "أن" مضمرة، لا مجزومًا بالعطف على "تَمَسُّوهُنَّ" (?).