كهذه التي في الفعل هنا. ثم قال سيبويه: ومثل ذلك: "لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ" إنما دخلت اللام على نية اليمين. اهـ".

ووضح ذلك الفارسي (?) بأنه ليس المراد بقوله بمنزلة "الذي" أنها موصولة، بل أنها اسم، كما أنّ "الذي" اسم.

قال أبو حيان: "وَتَحَصَّل من كلام الخليل وسيبويه أنّ "مَا" في "لَمَا آتَيْتُكُمْ" شرطيّة. وقد خرّجها على الشرطية غير هؤلاء كالمازني والزجاج وأبي علي والزمخشري وابن عطيّة. . . ".

5 - الوجه الخامس: أنّ أصل "لَمَا" لَمَّا، بتشديد الميم، فخُفِّفت. قال هذا ابن أبي إسحاق، والتقدير: حين آتيتكم بعض الكتاب والحكم، ثم جاءكم رسول مصدق وجب عليكم الإيمان ونصرته.

واتفق ابن عطية والزمخشري على أنَّ "لَمَا" ظرفية. واخْتلفا في تقدير الجواب العامل في "لَمَا" على زعمهما، فَقَدّره ابن عطيّة من القَسَم، وقدّره الزمخشري من جواب القسم، وكلا قوليهما مخالف لمذهب سيبويه في "لَمَا" المقتضية جوابًا؛ فهي عند سيبويه حرف، وليست ظرفية. بمعنى "حين"، وإنما ذهب إلى ظرفيتها أبو علي الفارسي.

وتلخَّص مما سبق ما يلي:

"مَا": اسم موصول، أو شرطية، وأن اللام موطئة للقسم المفهوم من أخذ الميثاق، أو أنها لام الابتداء، وهي مما يُتَلَقّى به القسم. وأن أقوى الأوجه هو الوجه الرابع.

آتَيْتُكُمْ: فعل ماض مبنيّ على السكون. والتاء: في محل رفع فاعل. والكاف: في محل نصب مفعول به.

* وإذا جعلت "مَا" شرطية كان الفعل في محل جزم، وإذا جعلت "مَا" موصولة كانت الجملة صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015