* وجملة "أَفَلَا تَعْقِلُونَ" معطوفة جملة استئنافيّة مقدّرة، قالوا فيها (?): "ألا تتفكرون فلا تعقلون بطلان مذهبكم، أو أتقولون ذلك فلا تعقلون بطلانه". ومثل هذا في حاشية الجمل منقولًا عن أبي السعود.
{هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66)}
هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ: هَا: اختلف الناس في هذا الحرف فقالوا (?):
1 - هي "هَا" التي للتنبيه الداخلة على أسماء الإشارة. وقد كثر الفصل بينها وبين أسماء الإشارة بالضمائر المرفوعة المنفصلة نحو: ها أنت ذا قائمًا. وقد تُعاد مع أسماء الإشارة كما جرى هنا في "هَؤُلَاءِ" توكيدًا.
2 - هناك من ذهب إلى أنها مُبْدَلَة من همزة الاستفهام، والأصل: أأنتم، وهو استفهام إنكار. وقد كثر إبدال الهمزة هاءً. وعُزِي هذا القول إلى أبي عمرو بن العلاء، والأخفش، واستحسنه النحّاس. واعترض أبو حيّان على هذا بأنه لَمْ يثبت في همزة الاستفهام فلم يُسْمع: هَتَضْرِبُ زيدًا؟ بمعنى: أتضربُ. وتعقَّبه تلميذه السمين بأنه إذا صَحّ الإبدال فلا يُنْظَر إلى نوع الهمزة. وفي هذه المسألة بيان أَوْفى من هذا عند أبي حيان والسمين وارجع في هذا إلى كتاب (?) "معجم القراءات" تأليف د. عبد اللطيف الخطيب.