لالتقاء الساكنين، وكان حذف الألف أوْلى من الواو؛ لأن الألف لم تدخل لمعنى، وكان حذفها بخلاف الواو، فإنها دخلت لمعنى وهو الجمع، فلما حُذِفت الألف بقي (تَرَوْنَ)، ثم أُدخلت عليه نون التوكيد، فحذفت نون الإعراب للبناء؛ لأن نون التوكيد إذا دخلت على الفعل أكدت فيه الفعلية، فردته إلى أصله من البناء، فلما حُذِفَتْ نونُ الإعراب، بقيت الواو ساكنة، والنون الأولى من النون المشددة للتأكيد ساكنة، لأن الحرف المشدد بحرفين: الأول ساكن والثاني متحرك، فوجب تحريك الواو لالتقاء الساكنين. وإنما وجب حركتها دون حَذْفها لأنَّ قبلها فتحة، فلا يكون في اللفظ دلالة على حذفها. بخلاف ما إذا كان قبلها ضَمّة، فإنها تُحْذَفُ لدلالة الضَّمة عليها. فَوَجَبَ ههنا تحريكها، وكان تحريكُها بالضم أوْلى؛ لأنه من جنسها؛ ولهذا ضموها في قوله تعالى: "أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ" [سورة البقرة: 16].

ولم تُقْلَبِ الواو همزة لأنها ضمة عارضة، وإنما تقلب الواو همزة، إذا كانت ضمتها لازمة لا عارضة، فصار (لَتَرَوُنَّ)، ومنهم من يقلبها همزة، يجريها مجرى الضمة اللازمة، وليس بقوى في القياس، ووزن (لَتَرَوُنَّ) (لَتَفَوُنّ) لذهاب العين واللام".

{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)}

ثُمَّ: حرف عطف. لَتَرَوُنَّهَا: إعرابه مثل إعراب الفعل المتقدَّم. ها: ضمير في محل نصب مفعول به.

* والجملة جواب قسَم ثانٍ مقدَّر.

عَيْنَ (?):

1 - مصدر مؤكِّد منصوب. قال السمين: "كأنه قيل: ترون اليقين يقينًا".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015