والسماء والقادر العظيم الذي بناها. . . . وفي كلامهم: سبحان ما سَخَّركُنَّ لنا" وتعقَّبه أبو حيان على مواضع من هذا النص.
وجعل ابن الأنباري الأوجه في "مَا" ثلاثة:
1 - مصدرية.
2 - اسمًا موصولًا بمعنى "الذي" أي: والذي بناها.
3 - بمعنى "من"، أي: ومن بناها.
وما خرج بذلك عن تقسيم العلماء في ذلك إلى تقديرين.
ثم قال: "وقد جاءت "مَا" بمعنى "مَن"، فإنه حُكي عن أهل الحجاز أنهم يقولون للرعد: سُبحان ما سبَّحتَ له، أي: سبحان مَنْ سَبَّحت له، وهو قول لأهل النضير".
* وجملة "بَنَاهَا" على الوجهين السابقين صلة موصول لا محل لها من الإعراب.
وعلى تقدير الموصول الحرفي تكون الجملة مع "مَا" في تأويل مصدر معطوف على "السَّمَاءِ" وهو مجرور، أي: والسماء وبنائها.
{وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)}
الإعراب في هاتين الآيتين، والحديث عن "مَا" كالذي تقدَّم في الآية/ 5 "وَمَا بَنَاهَا".
وبعض العلماء تحدَّث عن الآية السابقة، وأحال في هاتين الآيتين على ما تقدَّم، وبعضهم الآخر كالزمخشري تحدث عن "مَا" في الآيات الثلاث معًا، وقد رأيت نصَّه المنقول فيما تقدَّم، وفعل مثله العكبري.
وأما "نَفْسٍ" (?):
- فقد ذكروا أن التنكير فيها للتعظيم، أي: ونفسٍ عظيمة، وهي نفس آدم.