وجاءت الحال الثانية "وَمِنَ المُقَرَّبِينَ" جارًّا ومجرورًا لأنه يقدّر بالاسم، وجاءت الحال الثالثة جملة "وَيُكَلِّمُ"؛ لأنها في الرتبة الثالثة، ألا ترى أن الحال وصف في المعنى، فكما أن الأحْسَن والأكثر في لسان العرب أنه إذا اجتمع أوصاف متغايرة بُدئ بالاسم، ثم الجار والمجرور، ثم بالجملة، كقوله تعالى (?): {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ} فكذلك الحال، بُدِئ بالاسم، ثم بالجارّ والمجرور، ثم بالجملة. وكانت هذه الجملة مضارعيّة لأن الفعل يُشْعِرُ بالتجدُّد كما أن الاسم يُشْعِر بالثبوت".

{قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47)}

قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ: تقدَّم اعراب مثل هذه الجملة في الآية/ 40 مما تقدَّم. "قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِى غُلامٌ. . . ".

* وجملة "قَالَت. . . " استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.

* وجملة "يَكُونُ. . . " في محل نصب مقول القول.

والفعل "يَكُونُ" يحتمل التَّمام والنَّقْص، وتقدّم الحديث عن هذا.

وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ: الواو: حاليّة. لَمْ: حرف نفي وجزم وقلب. يَمْسَسْنِي: فعل مضارع مجزوم، والنون للوقاية: حرف. والياء: في محل نصب مفعول به مقدَّم. بَشَرٌ: فاعل مؤخّر مرفوع.

* والجملة في محل نصب حال (?).

قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ: تقدَّم إعراب مثل هذه الجملة في آخر الآية/ 40 من هذه السورة: "قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015