وذهب الشهاب إلى أن من توهَّم أنّ "أي" هنا للاستفهام فقد وهم، وذلك في حديث أبي حيان والزمخشري والبيضاوي في قولهم في صورة أي صورة، وإنما هي عنده أي الكمالية منقولة من الاستفهام، لكنها لانسلاخ معناه عنها بالكلية عمل فيها ما قبلها كما في المثال المذكور، وهذا لا شبهة فيه.
مَا (?): في "مَا" ما يأتي:
1 - مزيدة. وذكرنا هذا من قبل على الوجه الأول في تعلُّق الظرف "فِي أَيِّ صُورَةٍ" بـ "رَكَّبَكَ".
2 - وذكر العكبري أنه يجوز أن تكون "مَا" شرطية.
قال: "يجوز أن تكون "مَا" زائدة، وأن تكون شرطيَّة، وعلى الأمرين الجملة نعت لـ "صُورَةٍ"، والعائد محذوف أي: ركبك عليها. . . ". وذكر الهمذاني الشرطية، وكذلك الزجاج.
وذكر هذا السمين، وبَيَّن أنها إذا كانت شرطية فإن جوابها محذوف، وذكر الهمذاني أن "رَكَّبَكَ" في محل جزم جواب الشرط، والتقدير: ما شاء من الصور يركِّبك.
والجملة في محل جَرٍّ على النعت.
وقال ابن الأنباري: "والثاني أن تكون "ما" شرطية، و"شاء" في موضع جزم بـ "مَا"، وركبك: جواب الشرط.
و"فِي" في هذا الوجه متعلِّقة بعامل مقدَّر؛ لأن ما بعد حرف الشرط لا يعمل فيما قبله، ولا يكون متعلّقًا بـ "عَدَلَك"؛ لأن الاستفهام لا يتعلَّق بما قبله، فوجب أن يكون متعلِّقًا بعامل مقدَّر بعد قوله: "فِي أَيِّ صُورَةٍ} "، وتقديره: كونك في أيّ صورة".
أما عند ابن هشام فإن قُدِّرت "مَا" شرطية فالصفة مجموع الجملتين، والعائد محذوف أيضًا، وتقديره "عليها"، وتكون "فِي" عندئذ متعلّقه بـ "عَدَلَك"، أي: عدلك في صورة أي صورة، ثم استُؤنف ما بعده.