1 - متعلِّق بـ "رَكَّبَكَ". و"مَا": على هذا الوجه مزيدة.
* وجملة "شَاءَ" صفة لـ "صُورَةٍ"؛ فهي في محل جَرٍّ.
ولم يعطف "رَكَّبَكَ" بالفاء على ما قبله كما جرى في الآية السابقة لأنه بيان لقوله "فَعَدَلَكَ".
والتقدير: فعدلك ركبك في صورة من الصور التي شاءها.
والمعنى: وضعك في صورة اقتضتها مشيئته من حُسن وقُبح، وطول وقصر، وذكورة وأنوثة، كذا عند السمين.
وهو متابع في ذلك لشيخه أبي حيان في هذا الوجه.
2 - الوجه الثاني أنه متعلِّق بمحذوف حال، أي: ركبك حاصلًا في بعض الصور.
3 - الوجه الثالث: أن الجارّ متعلِّق بـ "عَدَلَك".
وذكر أبو حيان ذلك عن بعض المعربين قال: "وقال بعض المتأولين إنه يتعلَّق بقوله: "فَعَدَلَكَ"، أي: فعدلك في صورة أيّ صورة.
وأَيِّ: تقتضي التعجب والتعظيم فلم يجعلك في صورة خنزير أو حمار، وعلى هذا تكون "مَا" منصوبة بـ "شَاءَ"، كأنه قال: أيّ تركيبٍ حسنٍ شاء ركبك".
وتعقَّب السمين شيخه أبا حيان. وذكر أنه نقل هذا الرأي ولم يعترض عليه مع أن هذا الرأي معترض بأن في "أيِّ" معنى الاستفهام؛ فلها صدر الكلام، فكيف يعمل فيها ما تقدَّمها؟
ثم ذكر أن الزمخشري استشعر هذا فذكر أن في "أَيِّ" معنى التعجب، أي: فعدلك في أيّ صورة عجيبة. ثم تعقَّب الزمخشري بأنه لا يجوز تقدّم العامل على اسم الاستفهام، وإن دخله معنى التعجب.