والضمير في «بتأويله» يعود علي ما عاد عليه الضمير نفسه في قولهما له: «نبئنا بتأويله». أي: نبأتكما بتأويل المنام والخبر والكلام، قبل أن يأتيكما ذلك الطعام.
هذا هو المعني، والله أعلم.
يوسف يؤول رؤيا الملك:
الرؤيا الثالثة في سورة يوسف، التي قام يوسف بتأويلها هي رؤيا الملك. فقد رأي الملك رؤيا، ثم طلب من الذين حوله تعبيرها، ولكنهم عجزوا عن ذلك، فتذكّر أحد رجال حاشية الملك، الذي كان سجينا مع يوسف، علم يوسف بتأويل الرؤيا، لأنه أوّل له رؤياه، فتحققت كما أوّلها، فطلب منهم إرساله إلي يوسف لتأويلها، ولما أخبره بها، قام يوسف بتأويلها.
قال تعالى: وقالَ الْمَلِكُ: إِنِّي أَري سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ، يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ، وسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ، وأُخَرَ يابِساتٍ، يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ، إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ. قالُوا: أَضْغاثُ أَحْلامٍ، وما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ. وقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما، وادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ، أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ. يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ: أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍ، يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ، وسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ، وأُخَرَ يابِساتٍ، لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَي النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ. قالَ: تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً، فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ، إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ. ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ، فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ، وفِيهِ يَعْصِرُونَ (?).
أراد الملك تأويل رؤياه. فقد رأي في منامه رؤيا، وهذه الرؤيا تشير