الدنيا حتى كأَنها عندهم كانت عشية من يوم أَو ضحاه، وقال قتادة: ذلك وقت الدنيا حين عاينوا الآخرة وما فيها.
قيل: إذا جاءَت الساعة ذهبت صورة كل زمان مضى من أَذهانهم سواءٌ طال أو قصر، فحسبوا أَنهم لم يمكثوا من يوم خلقهم إلى بعثهم إلا عشية أو ضحاها، أي: طرف من أطراف النهار لا نهارًا كاملا؛ لما هم فيه من خوف وهلع.
وإنما صح إضافة الضحى إلى ضمير العيشة لما بينهما من الملابسة لكونهما في نهار واحد.
والآتية رد لما أَدمجوه في سؤالهم، فإنهم كانوا يسألون عنها بطريق الاستبطاء لها قصدًا إلى الاستهزاء بها كما حكى عنهم "وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ" (?) ومثل هذه (?) قوله تعالى: "كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ" (?) والله أعلم.