مكية وعدد آياتها اثنتان وأربعون آية وتسمى أيضا الصاخة، والسفرة
لما ذكر سبحانه في السورة التي قبلها (سورة النازعات) "إِنَّما أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا ذكر -عز وجل- في هذه مَنْ ينفعه الإِنذار.
بدأَت السورة بعتاب النبي صلى الله عليه وسلم على ما كان منه من إِعراضه عن ابن أُم مكتوم وعبوسه في وجهه حين جاءَه راغبًا في العلم والهداية، وكان -صلوات الله عليه- مشغولا بدعوة سادات قريش إِلى الإسلام رجاءَ أَن يسلموا، فيسلم بإسلامهم خلق كثير. (عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى) الآيات.
ثم ذكرت شرف القرآن وأَنه محفوظ مصون من عبث العابثين، وتطاول المفتوتين (كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ) الآيات.
ثم أَظهرت جحود الإنسان وإنكاره البعث والقيامة، وأنه بذلك أَهل لأَن يلعن ويطرد من رحمة الله لشدة كفره بربه الذي خلقه، وتفضل عليه بنعمه التي لا تعد ولا تحصى: (قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) الآيات.
ثم أَقامت البرهان من حال النبات على البعث وإِحياءِ الموتى، وتناولت دلائل القدرة في هذا الكون حيث يسر الله للخلق سبيل العيش في هذه الحياة بما أَخرجه لهم من زروع وفواكه وأَعشاب متاعًا لأَنفسهم ودوابهم: (فَلْيَنْظُرْ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا) الآيات.
ثم تحدثت عن أَهوال يوم القيامة، وما يكون فيه من فزع شديد يحمل المرءَ على أن يتنكر لأحب الناس إليه وأَقربهم من: (فَإِذَا جَاءَتْ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ) الآيات.