وقال العلامة الطيبى (?): قوله: {إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} إلخ.

استئناف وقع جوابا لقول من يسأل فماذا يكون بعد هذه القوارع؟ فقيل: إن الله خبير بعمل العاملين، فيجازيهم على أَعمالهم، وفضل ذلك بقوله - سبحانه -: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا ... } إلخ.

وهذا الذي قاله الطيبي قريب مما اخترناه في موقع الجملة وربما قبلها، وربما كان الذي قلناه أقرب وأولى، والله أعلم.

المعنى الإجمالي للآية: وترى الجبال - أيها الإنسان وأنت في الموقف بعيد عنها - تظنها جامدة ثابتة في مكانها، ولكنها قد سُحِقتْ وأَصبحت كالعهن المنفوش، وقد سيَّرها الله - سبحانه - فوق سطح الأرض وجعلها تمر فوقها في طريقها إلى الزوال، لتبرز الأَرض التي كانت تواريها، وهي في سرعتها تمرُّ كما يمر السحاب في طريقها إلى الزوال، لتبرز السماء التي كانت تحجبها، صنع ذلك الصُّنعَ العجيب الله الذي أتقن كل شيءٍ بناءً وإزالة لحكم يعلمها، ومنها: أن يرى الظالمون عظيم جبروته الذي لم يكترثوا به في دنياهم، وأَن يحاسبهم على أرض جديدة تحقيقا لوعيده: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (?) ولن يصعب عليه حساب عباده، فإنه خبير بما كانوا يفعلونه في دنياهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015