الْأَرْضِ} فيختص أثرها بمن كان حيا عند وقوعها، دون من مات قيل ذلك من الأُمم.

إلى آخر ما قال.

ورجح العلامة الطيبى أنها النفخة الأولى، وقوله تعالى الآتى: {وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} إشارة إلى النفخة الثانية.

ونحن نختار ما رجحه العلامه أبو السعود من أن المراد بنفخة الفزع هنا نفخة البعث مراعاة للمقام، وفيما يلى تفسيرها على هنا الوجه:

المعنى الإجمالي للآية السابقة:

واذكروا - أيها المنكرون للبعث - يوم ينفخ في الصور، ليقوم الناس من قبورهم مُتَّجهين إلى المحشر، ليحاسبهم الديان على ما كانوا يعملون - اذكروا ما يحدث من الهول والكرب يومئذ فيفزع له أهل السموات وأهل الأرض، ويشتد خوفهم واضطرابهم إلا من شاءَ الله أن يطمئن، وهم الشهداءُ كما جاء في حديث صحيح، ولأنهم عند ربهم يرزقون، وضم بعض المفسرين إليهم حملة العرش ورؤساء الملائكة: جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل والحور العين وخزنة الجنة (?) وكل هؤلاء المبعوثين الفزعين عند هذه النفخة - كل هؤلاء - يحضرون الموقف بين يدي رب العالمين صاغرين.

88 - {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ}:

نقل القرطبي عن الإِمام القشيرى أنه قال: وهذا يوم القيامة، ثم قال: أي: تمر مرّ السحاب، حتى لا يبق منها شيءٌ: {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} (?) أهـ،

ونحن نوافقه على ذلك مراعاة للسياق.

وإلى هذا الرأى مال صاحب إرشاد العقل السليم فقد قال: إنه مما يقع بعد النفخة الثانية كالفزع المذكور عند حشر الخلق، يبدل الله - تعالى شأنه - الأرض غير الأرض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015