عن شائبة تقديم أَمر الدنيا على الآخرة، إِن الله عظيم الغفران لفرطات عباده، واسع الرحمة في قبول أَعذارهم.

{لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (64)}

المفردات:

{لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ}: أَي لا تجعلوا نداءه. {يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا} التسلل: الخروج على سبيل التدرج والاستخفاء، واللواذ: التبعية واللجوءُ، وقد يطلق على الفرار، ومنه قول حسان بن ثابت:

وقريش تجول منا لواذا ... لم تحافظ وخفَّ منها الحلوم

{يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ}: أَي يعرضون عن أمره. {فِتْنَةٌ}: محنة في الدنيا.

التفسير

63 - {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ... } الآية.

هذه الآية الكريمة مستأْنفة لبيان عظيم شأنه - صلى الله عليه وسلم - وكريم قدره، مقررة لما قبلها من وجوب استئذانه قبل الانصراف من مكان الاجتماع: أَي لا تجعلوا نداءه - صلى الله عليه وسلم - كنداء بعضكم بعضًا باسمه، ورفع الصوت به، وندائه من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015