السلام تحية من عنده، ثابتة بأمره، مباركة طيبة؛ لأنها دعوة طيبة من المؤمن لأخيه المؤمن، مباركة كثيرة الخير، لما فيها من المودة والألفة وربط القلوب بعضها ببعض.
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (62)}
المفردات:
{عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ}: على أمر من شأنه أَن يجتمع له المسلمون، كالإعداد للحرب ونحوه، ووصف الأمر بأنه جامع على سبيل المجاز.
التفسير
62 - {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ. . . .} الآية.
هذه الآية مستأنفة لبيان نوع من أَرقى أنواع الأدب في الإسلام، وهو أَلا ينصرف المؤمن من مجلس الرسول المعقود لأمر جامع، إلا باستئذانه - صلى الله عليه وسلم - إِذا كانت لديه حاجة ملحة إلى الانصراف من هذا الأمر الجامع.
وقد نزلت الآية في شوال سنة خمس من الهجرة، حين كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه يحفرون خندقًا حول المدينة لوقايتها من هجوم قريش، وقائدها أبو سفيان