الطعام بسبب أَعذارهم (?)، ما لم يكن بالمرضى أمراض معدية، فعليهم أن يتركوا مخالطة الأصحاء في الطعام، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يوردَنِّ مُمْرِض على مُصِحٍّ".

وينبغى لمن يؤاكلهم أن ييسر لهم تناول الطعام دون حرج ولا مشقة ولا شح، وينبغى لهم أن يلتزموا الحكمة في تناولهم الطعام مع سواهم.

وليس عليكم - أيها المؤمنون - ضيق ولا إثم في أن تأكلوا من المساكن التي فيها أولادكم وأهلوكم؛ فأولادكم منكم، ونساؤكم سكن لكم، ومودة ورحمة بينكم , فلا عليكم أن تأكلوا من طعام مملوك لهؤلاء وأولئكم.

وليس عليكم ضيق ولا إِثم في أَن تأْكلوا من بيوت آبائكم، أو بيوت أُمهاتكم، أو بيوت إخوتكم، أو أخواتكم، أو أَعمامكم، أَو عماتكم، أَو أخوالكم، أو خالاتكم - ولو بدون إذن - إن كان الطعام مبذولا، فإن كان داخل حرز، فلا يحل لكم الأكل منه إِلا بإذن منهم، أو قيام أمارة على رضاهم.

وليس عليكم إثم ولا ضيق في أن تأكلوا مما وليتم مفاتحه ورعايته وكنتم وكلاء فيه، كالضياع ومرابض الماشية، فلكم أَن تأكلوا من ثمر الضياع، وتشربوا من لبن الماشية على أَلا تتوسعوا في ذلك، وليس لكم حق الادخار منه.

وليس عليكم إثم ولا ضيق في أن تأكلوا في بيت صديقكم من طعامه المبذول، أو المحرز ولو بغير إذن، إِذا علمتم أن نفسه تطيب به لتفاهته ويسر مؤنته، ما دمتم محافظين على المحارم، والآن وقد غلب الشح على الناس فلا يؤكل من بيوتهم بغير إذن منهم.

وقد أباح الله لكم الاجتماع على الأكل في سفر أو حضر، فليس عليكم إثم في أَن تجتمعوا على طعام اشتركتم في ثمنه، ولكم ألا تشتركوا وتأكلوا أشتاتًا متفرقين.

وإذا دخلتم بيتا من هذه البيوت التي أبيح لكم الأكل منها، فاستأذنوا على من فيها، وسلموا عليهم؛ فهم كأنفسكم لقرابتهم، ولأخوتهم لكم في الدين, وقد شرع الله هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015