رحمتى ورضوانى وجنتي امكثوا فيها خالدين مخلدين، ثم يقول: يا أَهل النار، كم لبثتم في الأرض عدد سنين؟ قالوا: لبثنا يومًا أَو بعض يوم، فيقول: بئس ما أَنجزتم في يوم أو بعض يوم، نارى وسخطى، امكثوا فيها خالدين مخلدين".
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)}
المفردات:
{فَتَعَالَى اللَّهُ}: تَرَفَّع الله بذاته وتنزه. {الْمَلِكُ الْحَقُّ}: المالك الثابت الملك دون سواه. (الْعَرْشِ) العرش في اللغة: سرير الملك، ويكنى به عن العز والسلطان، وعلى الأول فهو كائن عظيم يحيط بالكون، وتصدر من جهته أَوامر الله تعالى إِلى ملائكته، دون أَن يكون الله فيه لاستحالة أَن يكون لله مكان، انظر تفسيرنا لقوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} في سورة الأعراف. {الْكَرِيمِ}: الشريف.
التفسير
115 - {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115)}:
هذه الآية من تمام ردّ الله على أهل النار، والمعنى: أَجهلتم فظننتم أنما خلقناكم عبثا دون حكمة في خلقكم، فلم تفكروا في خالقكم، ولا في حكمة خلقكم، ولا فيما يكون بعد موتكم، فلهذا أَشركتم بنا وكذبتم برسلنا، واعتقدتم أَنكم لا تبعثون بعد الموت لترجعوا إلى حسابنا وجزائنا، كلا ليس الأمر كما زعمتم، فإن خلقكم عبثا لا يليق بربوبيتنا.