{وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (117)}
المفردات:
{لَا يُفْلِحُونَ}: أي لا يفوزون بمحبوب. ولا ينجون من مكروه.
{مَتَاعٌ قَلِيلٌ}: أي انتفاع قليل لا يدوم.
التفسير
116 - {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ ... } الآية.
لما حصر الله تبارك وتعالى المحرمات في الأصناف الأربعة التي ذكرت في الآيات السابقة جاءَ بهذه الآية لتأكيد ذلك الحصر بالنهي عن التحريم والتحليل بالأهواء.
والمعنى: ولا تقولوا في شأن الذي تصفه ألسنتكم من البهائم - لا تقولوا الكذب في شأن حل أكلها وحرمته، كقولكم - فيما حكاه الله عنكم -: {مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ} (?): وغير ذلك من أَقاويلكم الباطلة التي لا دليل لكم عليها في وحى الله وشرعه, ولكنها ناشئة عن الهوى والكذب على الله عز وجل.
أو المعنى: ولا تقولوا شأن البهائم هذا حلال وهذا حرام عند الله، لكي تصف ألسنتكم الكذب بذلك القول، فإنه دعوى من غير حجة ولا بينة، فإذا حكته ألسنتكم فقد صورت الكذب بصورته وأوضحته على حقيقته.
وقوله تعالى: {لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ}: معناه أَن قولكم: هذا حلال وهذا حرام, بدون حق. عاقبته أنكم تفترون على الله الكذب , وتقولون عليه ما لم يقل، وتلك كبيرة الكبائر.