التفسير

111 - (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ):

انتهت قصة يوسف عليه السلام بهذه الآية الكريمة، التي أَبرزت الهدف منها ومن أَمثالها، وهو العظة والاعتبار والإِيقان بأَن العاقبة للمتقين، وأَن الهلاك والدمار للمجرمين وهى نهاية يدركها أَصحاب العقول الراجحة والبصائر المستنيرة الملهمة.

(مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى):

ما صح ولا استقام عقلا أَن يكون هذا القرآن الكريم حديثًا يفتريه بشر على الله فيما جاء به من قصص الأُمم الخالية التي بعث الله رسله إِليها، ولا فيما جاءَ به من تشريعات عقائد وأَخلاق فيها صلاح أُمور الدنيا والآخرة، ولا فيما اشتمل عليه من أَعلى درجات البلاغة والفصاحة فإِن ذلك كله فوق طاقة الإِنس والجن. "قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" (?).

فكيف يستقيم قول المشركين فيما يحكيه الله عنهم بقوله: "وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا" (?).

(وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ):

أَي ولكن أَنزل الله القرآن على رسوله الصادق الأَمين مصدقًا للكتب السماوية التي بين يديه أَي التي سبقته، ومؤيدًا لها فيما كلفت به البشر من عقائد وطاعة للخالق جل وعلا، وما أَمرتهم به من تنزيه له عن الشريك والصاحبة والولد، وعن كل ما لا يليق به من النعوت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015