التفسير
110 - (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ):
هذه الآية مرتبطة بجمل مقدرة دل عليها السياق، والتقدير: لا تَغْتَرَّ قريش بما هي فيه من السلام وعدم العقاب على كفرهم حتى الآن، فإِن من قبلهم من الكفار قد أُمهلوا، حتى إِذا أَيس الأَنبياءُ المرسلون اليهم من إِيمانهم لتماديهم في الطغيان والتكذيب من غير وازع وتوهموا أَن نفوسهم كذبت عليهم حين توقعت النصر على من كفر بهم وعقابهم في الدنيا -حتى إِذا حدث كل ذلك- جاءَهم نصر الله فجأُة فأنزل الله بهم العذاب ونَجَّى الله منه من يشاءُ إِنجاءَه وهم المرسلون ومن آمنوا بهم، ولا يمنع أَحد عذاب الله عن القوم الذين أَجرموا بكفرهم إِذا قدره عليهم، فاعتبروا يا أَهل مكة بسنن الله فيمن كان قبلكم، واحذروا أَن يحل بكم ما حل بهم، فإِن الله ينصر رسله ولو بعد حين.
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)}
المفردات:
(عِبْرَةٌ): عظة. (لِأُولِي الْأَلْبَابِ): لأَصحاب العقول.
(يُفْتَرَىْ): يخترع ويلفق.
(بَيْنَ يَدَيْهِ): ما تقدم عليه.