وفي طلب يوسف من الله سبحانه أَن يلحقه بالصالحين إِشارة إِلى أَن مرتبة الصلاح رفيعة القدر وأَن طلبها لا يقتصر على المؤْمن العادى بل تهفو إِليها نفوس الأنبياء.

{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102)}

المفردات:

(أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ): أَحكموا تدبيرهم.

(يَمْكُرُونَ): يتآمرون وَيَحْتالُون.

التفسير

ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أَخبار يوسف ولا غيره من الأَنبياءِ السابقين إلا بوحي من الله تعالى، ولهذا عقب ما سبق من قصة يوسف بقوله جل من قائل:

102 - (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ):

أَي هذا القصص تناول أَحداثًا تاريخية تفصلك عنها آلافُ السنين، فهو من أَخبار الغيب، أَوحيناها إِليك ليعلم قومك ويعلم أَهل الكتاب أَنك صادق فيما ترويه عن الله وكلهم يعلمون أَنك أَمي لا تقرأُ الكتاب مطلقا كما قال تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (?)}

(وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ)

أَي وما كنت يا محمد حاضرا مع إِخوة يوسف حينما أَجمعوا أمرهم، واحكموا تدبيرهم على الكيد له عليه السلام في خبث واحتيال، حيث تآمروا على إِلقائه في الجب، وادعاءِ أَن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015