{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ الْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)}

المفردات:

(تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ) تفسيِر ما غمض منها، والمراد هنا تفسير الأَحلام.

(فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ): خالقهما على غير مثال سابق.

(وَلِيِّى): ناصرى ومعينى.

التفسير

غمر الله سبحانه وتعالى يوسف بنعمه الجزيلة حيث نَجَّاه من تآمر إِخوته عليه، وعصمه من السوءِ والفحشاءِ، ورد من كيد امرأَة العزيز وصواحبها، وبرأْه مما اتَّهَمَتْهُ به، وأَخرجه من السجن عزيزًا كريمًا، وبوأَه من الملك، وجمع بينه وبين والديه، وأَصلح بينه وبين إِخوته، فاتجه إِلى ربه بالحمد والثناءِ ضارعًا إِليه أَن يتم نعمته عليه في الأَخرة كما أَتمها عليه في الدنيا قائلا:

101 - (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ):

يا إِلهى يا من ربيتنى وكفلتنى، وأَنعمت علَّى فوهبتنى نصيبًا وافرًا من الحكم والسلطان وعلمتنى ما لم أَكن أَعلم من تفسير بعض الأَمور الغيبية وشرح الأَحلام الغامضة.

(فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ َالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ):

أَي يا خالق السموات والأَرض على غير مثال سبق، فكانت على هذا النحو العجيب، ورفعت كل كوكب في السماء في فلكه المرسوم ومداره المعلوم "وكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ". إِنك متولي أَمرى في الحياة الدنيا وفي دار البقاءِ، أَضرع إِليك خاشعًا -داعيًا أَياك:

(تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ):

أَي أَسأَلك أَن تتوفانى مؤمنًا بك مخلصًا لك وأَلحقنى يارب بالصالحين من عبادك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015