{قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)}
التفسير
97 - (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا):
طلبوا منه عليه السلام أَن يستغفر لهم، ونادَوه بعنوان الأُبُوَّة تحريكا للعطف والشفقة، وعلَّلُوا ذلك بقولهم:
(إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ): مذنبين متعمدين، يرجون بذلك الاعتراف أَن يصفح عنهم وَيستَغْفِرَ لَهُمْ فإِن من اعترف لأبيه بذنبه نادما، كان أَدنى إِلى عفوه واستغفاره الله له.
قال القرطبى: وإِنما سأَلوه المغفرة لأَنهم أَدخلوا عليه من أَلم الحزن ما لم يسقط المأْثم عنهم إلا بإِحلاله. وهذا الحكم ثابت فيمن آذى مسلما في نفسه، أو ماله أو غير ذلك ظالما له؛ فإنه يجب عليه أن يتحلل له ويخبره بالمظلمة وقدرها، ثم قال: وفي صحيح البخاري وغيره عن أَبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كانت له مظلمة لأَخيه من عِرْضِه أَو شىءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ منه اليوم، قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخِذَ منه بقدر مظلمته (?) وإن لم يكن له حسنات أُخِذ من سيئات صاحبه فَحُمِلَ عليه". -انظر القرطبى. والمراد بتحلّلِهِ منه اليوم أن يستبرئ منه ذمته في الدنيا.
98 - (قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي):
اعترفوا لأَبيهم بذنوبهم كما اعترفوا لأَخيهم بها ولكن أَخاهم بادر بالاستغفار لهم وهم لم يطلبوه منه؛ وأَما أَبوهم فوعدهم باستغفار ربه لهم في المستقبل، وختم وعده بهذه الجملة المؤَكدة بعدَّة تأْكيدات فقال: