(وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ):
وإِن يعقوب لصاحب علم جليل لأَجل تعليمنا إِياه بالوحى، حيث لم يعتقد أَن الحذر يدفع القدر، وأَن التدبير له حظ من التأْثير بتغيير قضاء الله، ولهذا قال لهم: (وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ) أَي وما أَدفع عنكم بهذا التدبير من قضاءِ الله، وإِنما يحذر الناس ويدبرون لعل تدبيرهم يرتبط بقضاءِ الله وقدره. فاتخاذ الأَسباب مشروع لهذا (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
أَي ولكن أَكثر الناس لا يعلمون أَسرار القدر، ويزعمون أَن الحذر يغنى من القدر.
69 - (وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ):
أَي ولما دخلوا على يوسف ومعهم بنيامين أَكرمهم لأنهم وفوا بوعدهم معه، وآوى إِليه إِخاه الشقيق بنيامين حيث ضمه إليه سكنا وطعامًا، بطريقة لا تدخل ريبة في نفوسهم، ولما خلا به.
{قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
أَي قال يوسف لبنيامين مؤْنسا له وكاشفا له عن سره الخطير، إِنى يا بنيامين أَنا يوسف أَخوك، وسرد عليه قصته ثم قال فلا تحزن بسبب ما كانوا يعملونه بنا فيما مضى، فقد أَحسن الله إِلينا وجمعنا بخير، ولا تعلمنهم بما أَعلمتك به، حتى تمضى الأَمور إلى غايتها.
{فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ في رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70) قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72)}
المفردات:
(جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ): الجهازة في اللغة؛ ما يحتاج إِليه إلمسافر والعروس والميت، وتجهيزهم بجهازهم تنجيز ما يحتاجون إليه من الطعام وإِعداده في أَوعيتهم.