{وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً في نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68) وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69)}
المفردات:
(مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْا): من الأَبواب المتفرقة التي أَمرهم بالدخول بها.
(لِمَا عَلَّمْنَاهُ): لتعليمنا إِيه بالوحى.
(فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ): فلا تأْسف ولا تحزن بسبب ما صنعوا.
التفسير
68 - (وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ ... ) الآية.
أَي خرج إِخوة يوسف من الشام متجهين إِلى مصر حتى وصلوا إلى مداخلها، ولما دخلوا من أَبواب متفرقة حيث أَمرهم أَبوهم.
(مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً في نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا):
أَي ما كان دخولهم من حيث أَمرهم أَبوهم يدفع عنهم من أَمر الله شيئًا بما قضاه حسب إِرادته، لعلَّه يدفع إِصابة العين، وذلك باب ربط المسببات بأَسبابها العادية كما جرَّبه الناس، ولكن إِصابة العين لم تقع لهم لكونها غير مقدرة عليهم، ولو كانت مقدرة لم يدفعها دخولهم من أَبواب متفرقة.