هذا وقد أجمع العلماء على أن البسملة جزء آية من سورة النمل في قوله- تعالى- إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

ثم اختلفوا بعد ذلك في كونها آية مستقلة أنزلت للفصل بين السور مرة واحدة، أو هي آية من سورة الفاتحة ومن كل سورة إلخ.

فبعضهم يرى أن البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة، ومن حججهم أن السلف قد أثبتوها في المصحف مع الأمر بتجريد القرآن مما ليس منه، ولذا لم يكتبوا «آمين» . فثبت بهذا أن البسملة جزء من الفاتحة ومن كل سورة.

وبهذا الرأى قال ابن عباس وابن عمر وأبو هريرة وسعيد بن جبير والشافعى، وأحمد في أحد قوليه.

ويرى آخرون أن البسملة ليست آية من الفاتحة ولا من غيرها من السور، وقالوا: إنها آية فذة (?) . من القرآن أنزلت للفصل والتبرك للابتداء بها، ومن حججهم أنها لو كانت آية من الفاتحة ومن كل سورة، لما اختلف الناس في ذلك، ولما اضطربت أقوالهم في كونها آية من كل سورة أو من الفاتحة فقط.

وكما وقع الخلاف بين العلماء في كونها آية مستقلة أو آية من كل سورة، فقد وقع الخلاف بينهم- أيضا- في وجوب قراءتها في الصلاة، وفي الجهر بها أو الإسرار إذا قرئت.

وتحقيق القول في ذلك مرجعه إلى كتب الفقه، وإلى كتب التفسير التي عنيت بتفسير آيات الأحكام.

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ هو الثناء باللسان على الجميل الصادر عن اختيار من نعمة أو غيرها.

رَبِّ الْعالَمِينَ أى: مالكهم، إذ الرب مصدر «ربه يربه» إذا تعاهده بالتربية حتى يبلغ به شيئا فشيئا درجة الكمال. وهو اسم من أسماء الله- تعالى- ولا يطلق على غيره إلا مقيدا فيقال: رب الدار، ورب الضيعة أى: صاحبها ومالكها.

والعالمين: جمع عالم، وهو كل موجود سوى الله- تعالى- قال القرطبي: «وهو مأخوذ من العلم والعلامة لأنه يدل على موجده» وقيل: المراد بالعالمين أولو العلم من الإنس والجن والملائكة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015