فيقولون: دعوه، فإنه كان في غمِّ الدنيا ... ] الحديث (?).
وقوله: {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ}. قال ابن إسحاق: (لما عاينوا من وفاء الموعود وعظيم الثواب).
وقوله: {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}. أي: لا يبطل جزاء أعمال من صدّق رسوله واتبعه، وعمل بما جاء من عند الله.
وقوله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} - إلى قوله -: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}.
أخرج الطبراني ورجاله رجال الصحيح عن عكرمة عن ابن عباس قال: [لما انصرف أبو سفيان والمشركون عن أحد وبلغوا الروحاء قال أبو سفيان: لا محمدًا قتلتم، ولا الكواعب أردفتم، شر ما صنعتم. فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فندب الناس فانتدبوا حتى بلغوا حمراء الأسد -أو بئر بني عينة- الشك من سفيان - فأنزل الله عز وجل: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} وذلك أن أبا سفيان قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا، فأما الجبان فرجع، وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة، فأتوه فلم يجدوا به أحدًا وتسوقوا، فأنزل الله عز وجل ذكره: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}] (?).
وأخرج البخاري في كتاب المغازي عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ}. قالت لعروة: (يا ابن أختي كان أَبَوَاكَ منهم الزبيرُ وأبو بكر، لما أصابَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ما أصاب يومَ أُحد وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا، قال: من يَذْهَبُ في إثرهم فانتدب منهم سبعون رجلًا. قال: كان فيهم أبو بكر والزبير).
فسارع سبعون رجلًا من الصحابة لامتثال رغبة القيادة النبوية، ثم تتابع بقية الجيش خلفهم حتى صار عددهم ست مئة وثلاثين مقاتلًا، كلهم مستعد لخوض معركة دامية