به، بل فِرّوا من عقابه وأليم عذابه، فإن مَرَدّكُم إليه لا يملك لكم أحد ضرًّا ولا نفعًا غيره).
والمعنى: من مات أو قُتل فالمآل إلى الله، وهناك الجزاء والثواب، إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي ذر، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيما يرويه عن ربه عز وجل: [يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه] (?).
159 - 164. قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161) أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163) لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)}.
في هذه الآيات: تليينُ الله تعالى جانب وطباع هذا النبي الكريم، وحثه على العفو والاستغفار والمشاورة للمؤمنين، وحسن التوكل على الله الذي بيده النصر المبين، وامتنان من الله تعالى على المؤمنين بهذا النبي وهذا الوحي العظيم.
فلقد امتن الله على هذه الأمة أن ألان لهم قلب نبيه الكريم، وأطاب لهم لفظه، وجعله بهم رؤوفًا رحيمًا. قال قتادة: ({فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}، يقول: فبرحمة من الله لنت لهم). و "ما" صلة، والعرب تجعل "ما" صلة في المعرفة والنكرة، كقوله