121 - 123. قوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122) وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)}.

في هذه الآيات: إخبار الله تعالى عن يوم أحد حين غدا النبي - صلى الله عليه وسلم - يجهز منازل المؤمنين لخوض القتال، وهو سبحانه سميع للحوار الذي جرى بين نبيّه وبين أصحابه، عليم بسداد رأي النبوة في البقاء بالمدينة والتحصن بها. ثم تذكيره -تعالى- بتخاذل المنافقين حتى كادت فئتان من المؤمنين أن تجبنا لولا تثبيت الله لهم. ثم تذكيره -تعالى- المؤمنين بيوم بدر إذ نصرهم وهم قلة ليتقوا الله ولعلهم يشكرون.

فقوله: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ}.

يخبر تعالى في هذه الآية عن يوم أحد، وكانت يوم السبت من شوال سنة ثلاث للهجرة. قال قتادة: (لإحدى عشرة ليلة خلت من شوال). وقال عكرمة: (يوم السبت للنصف من شوال)، والله أعلم.

قال قتادة: ({وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ}، ذلك يوم أحد، غدا نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - من أهله إلى أحد يبوئ المؤمنين مقاعد للقتال).

وقال مجاهد: (مشى النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ على رجليه يبوئ المؤمنين).

وقال ابن هشام: (تبوئ المؤمنين: تتخذ لهم مقاعد ومنازل).

وقوله: {وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}. أي: سميع للحوار الذي جرى بينك وبين أصحابك يا محمد، عليم أن رأيك بالبقاء والتحصن في المدينة أصوب وأدق.

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد رأى رؤيا تشير إلى هزيمة وقتل يقع في أصحابه، ورأى أنه في درع حصينة فأوَّلَها المدينة.

أخرج البخاري في صحيحه عن أبي موسى، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [رأيت في رؤياي أني هززت سيفًا فانقطع صَدْرُه، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته بأخرى فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها بقرًا والله خيرٌ، فإذا هم المؤمنون يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015