الهمومُ في أحوال الدنيا، لم يُبالِ اللَّه في أيِّ أوديتِه هَلَكَ] (?).
الحديث الثالث: أخرج أحمد وابن ماجة والترمذي وابن حبان بسند صحيح لشواهده عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [إن اللَّه يقول: يا ابن آدم تفرّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسُدَّ فقرك، وإن لا تفعل ملأت يديك شغلًا، ولم أسُدَّ فقرك] (?).
وقوله: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}. أي: أم لهؤلاء المشركين شركاء ابتدعوا لهم من الدين ما لم يبحه اللَّه.
وقوله: {وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ}. قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: ولولا السابق من اللَّه في أنه لا يعجل لهم العذاب في الدنيا، وأنه مضى من قيله أنهم مؤخرون بالعقوبة إلى قيام الساعة، لفرغ من الحكم بينكم وبينهم بتعجيلنا العذاب لهم فى الدنيا، ولكن لهم في الآخرة من العذاب الأليم كما قال جل ثناؤه: {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} يقول: وإن للكافرين باللَّه لهم يوم القيامة عذاب مؤلم مُوجع).
وقوله: {تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ}. أي: ترى الكافرين -يا محمد- وجلين خائفين في أرض المحشر يخشون خبائث أعمالهم، وهذا الذي يخافونه من صليهم سوء العذاب واقع بهم لا محالة.
وقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ}. قال ابن عباس: (في رياض الجنة ونعيمها).
وقوله: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ}. أي: مما تشتهيه أنفسهم، وتلذه أعينهم. فهم اليوم في شغل فاكهون في ألوان المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمناظر والمناكح والملاذ.
وفي التنزيل نحو ذلك:
1 - قال تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (57) سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس: 55 - 58].