لا نحرمه الرزق أصلًا، ولكن لا حظّ له في الآخرة من ماله).
وعن ابن عباس: ({وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا} قال: يقول: من كان إنما يعمل للدنيا نؤته منها). قال قتادة: (من آثر دنياه على آخرته لم نجعل له نصيبًا في الآخرة إلا النار، ولم نزده بذلك من الدنيا شيئًا إلا رزقًا قد فرغ منه وقسم له).
وقوله: {وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ}. قال السدي: (للكافر عذاب أليم).
وفي التنزيل نحو ذلك:
1 - قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء: 18 - 19].
وقال تعالى: {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} [الإسراء: 20].
ومن كنوز السنة الصحيحة في آفاق ذلك أحاديث، منها:
الحديث الأول: أخرج الترمذي وابن حبان وابن ماجة -واللفظ للترمذي- عن أنس مرفوعًا: [من كانت الآخرة هَمَّهُ جعل اللَّه غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة. ومن كانت الدنيا همَّهُ جعل اللَّه فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له] (?).
ولفظ ابن ماجة وابن حبان إنما هو من حديث زيد بن ثابت مرفوعًا: [من كانت الدنيا همَّهُ، فرق اللَّه عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له. ومن كانت الآخرة نيّته، جمع اللَّه له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة] (?).
الحديث الثاني: أخرج ابن ماجة بإسناد حسن عن عبد اللَّه: سمعت نبيّكم -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: [مَنْ جَعَل الهُمومَ هَمًّا واحِدًا، هَمَّ المعادِ، كفاه اللَّه هَمَّ دُنْيَاهُ. وَمَنْ تَشَعَّبَتْ به