2 - وقال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17].

3 - وقال تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الزخرف: 70 - 71].

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [قال اللَّه عز وجل: أَعْدَدْت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطَرَ على قلب بشر] (?).

وقوله: {ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}. أي الظفر العظيم، والنعيم الكريم، وكمال المنّ والسعة.

23 - 24. قوله تعالى: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24)}.

في هذه الآيات: بثُّ اللَّه تعالى البشرى لعباده المؤمنين ليزدادوا إقبالًا عليه سبحانه وطاعة له، والرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- لا يبتغي بدعوته الأجر من الناس بل من اللَّه الغفور الشكور، وهو تعالى يعلم صدق رسوله ويعلم ما في الصدور.

فقوله: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}. قال النسفي: ({ذَلِكَ} أي الفضل الكبير). قال القرطبي: (أي يبشر اللَّه به عباده المؤمنين ليتعجلوا السرور ويزدادوا منه وجدًا في الطاعة).

وقوله: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}. الخطاب لقريش خاصة. أي: قل يا محمد لا أسألكم على تبليغ الرسالة جعلًا، إلا أن تودُّوني لقرابتي فتحفظوني. قال ابن كثير: (أي: قُل -يا محمد- لهؤلاء المشركين من كفار قريش: لا أسألكم علىِ هذا البلاغ والنُّصح لكم مالًا تُعطُونِيه، وإنما أطلبُ منكم أن تَكُفُّوا شَرَّكم عني، وتَذَرُوني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015