وقوله: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}. قال السدي: (يوم القيامة). أي: ولولا ما سبق في قضاء ربك يا محمد أن لا يعاجلهم بالعذاب بل يؤخره إلى يوم القيامة {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} أي: لأهلكوا حين تفرقوا لعظم ما اقترفوا.

وقوله: {وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ}. قال السدي: (اليهود والنصارى). قال ابن كثير: (يعني: الجيل المتأخِّر بعد القرن الأول المكذِّب للحق {لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ} أي: ليسُوا على يقين من أمرهِم، وإنما هم مُقلِّدون لآبائهم وأسلافهم، بلا دليل ولا بُرهان، وهُم في حيرةٍ من أمرهم وشك مريب، وشقاق بعيد).

وقوله: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ}. أي: فإلى ذلك الدين الحق الذي شرع لكم ووصّى به نوحًا وأوحاه إليك يا محمد فادع عباد اللَّه واستقم على العمل به، ولا تتبع سبل الذين عاشوا على الشك والتكذيب وتعظيم الجاهلية وأهواء النفوس من بقية الأمم السابقة.

وقوله: {وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ}. أي بكل كتاب ثبت تنزيله من اللَّه توراة كان أو إنجيلًا أو زبورًا أو صحف إبراهيم أو قرآنًا، فإن المتفرقين كانوا يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض.

وقوله: {وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ}. قال قتادة: (أمر نبيّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يعدل، فعدل حتى مات صلوات اللَّه وسلامه عليه، والعدل ميزان اللَّه في الأرض، به يأخذ للمظلوم من الظالم، وللضعيف من الشديد، وبالعدل يصدّق اللَّه الصادق، ويكذّب الكاذب، وبالعدل يردّ المعتدي ويوبّخه).

أخرج البزار والبيهقي بسند حسن عن أنس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [ثلاثٌ مهلكات، وثلاثٌ منجياتٌ، فقال: ثلاثٌ مهلكاتٌ: شحٌّ مطاع، وهوى مُتَّبَعٌ، وإعجاب المرء بنفسه. وثلاث مُنْجيات: خشيةُ اللَّه في السر والعلانية، والقصد في الفقر والغنى، والعدل في الغضب والرضا] (?).

وقوله: {اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ}. قال ابن عباس ومجاهد: (الخطاب لليهود، أي لنا ديننا ولكم دينكم).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015