رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [آمركم بثلاث وأنهاكم عن ثلاث، آمركم أن تعبدوا اللَّه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل اللَّه جميعًا ولا تفرقوا، وتسمعوا وتطيعوا لمن ولاه اللَّه أمركم. وأنهاكم عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال] (?).
الحديث الثالث: يروي عبد اللَّه بن أحمد في زوائد المسند بسند حسن عن النعمان بن بشير قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر اللَّه، والتحدث بنعمة اللَّه شكر وتركها كفر، والجماعة رحمة والفرقة عذاب] (?).
وقوله: {كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ}. أي كبر على مشركي قومك يا محمد، ومن سيمضي على منهاجهم في الكفر والكبر، ما تدعوهم إليه من إخلاص العبادة للَّه وإفراده بالألوهية والتعظيم، والبراءة مما سواه من الآلهة والأنداد والطواغيت.
وعن قتادة: ({كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} قال: أنكرها المشركون، وكبر عليهم شهادة أن لا إله إلا اللَّه، فصادمها إبليس وجنوده، فأبى اللَّه تبارك وتعالى إلا أن يمضيها وينصرها ويفلجها ويظهرها على من ناوأها).
وقوله: {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ}. قال مجاهد: (يقول: ويوفق للعمل بطاعته واتباع ما بعث به نبيه عليه الصلاة والسلام مِنَ الحق مَنْ أقبل إلى طاعته وراجع التوبة من معاصيه). وعن السدي: ({وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ}: من يُقبل إلى طاعة اللَّه).
وقوله: {وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}. قال معمر عن قتادة: (إياكم والفرقة فإنها هلكة {بَغْيًا بَيْنَهُمْ} يقول: بغيًا من بعضكم على بعض، وحسدًا وعداوة على طلب الدنيا).
قال النسفي: ({وَمَا تَفَرَّقُوا} أي أهل الكتاب بعد أنبيائهم {إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ} إلا من بعد أن علموا أن الفرقة ضلال وأمر متوعد عليه على ألسنة الأنبياء عليهم السلام {بَغْيًا بَيْنَهُمْ} حسدًا وطلبًا للرياسة والاستطالة بغير حق).