ولا نفعًا ولا حياةً ولا نشورًا. وإذا كنتم تقرون بأنه المحيي والمميت فلم تلتمسون الشفاعة من غيره، أفإن أصابني اللَّه بشدة وضنك في معيشتي هل هن قادرات على كشف الضر عني وتخليصي مما أصابني، ولئن أرادني الرحمان برحمة وسعة في العيش ورغد في العافية وبسط في المال والرزق، ورخاء وغبطة وسرور، هل هن ممسكات عني ما أراد أن يصيبني به من تلك العافية والرحمة وذلكَ الخير. قال مقاتل: (فسألهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فسكتوا).

قال ابن جرير: (وترك الجواب لاستغناء السامع بمعرفة ذلك، والمعنى فإنهم سيقولون لا).

وهي في قراءة أهل البصرة والمدينة: {كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ}، {مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ}. وأما قراءة نافع وابن كثير وأهل الكوفة فهي {كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ}، {مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ}. وكلاهما مشهور بين القراء.

وقوله: {قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ}. هو كقوله في سورة الطلاق: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} [الطلاق: 3].

وفي المسند للإمام أحمد وفي جامع الترمذي ومعجم الطبراني عن ابن عباس مرفوعًا: [يا غلام! إني أعلمك كلمات، احفظ اللَّه يحفظك، احفظِ اللَّه تجدهُ تجاهَكَ، إذا سألتَ فاسأل اللَّه، وإذا استعنتَ فاستعن باللَّه، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوكَ بشيء، لم ينفعوكَ إلا بشيء قد كتبه اللَّه لكَ، ولو اجتمعوا على أن يضروكَ بشيءٍ لم يضروكَ إلا بشيءٍ قد كتبهُ اللَّه عليكَ، جفّت الأقلامُ ورفعت الصحف] (?).

وقوله تعالى: {قُلْ يَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ}.

قال مجاهد: (قوله: {عَلَى مَكَانَتِكُمْ} قال: على ناحيتكم). وقال ابن جرير: (قل يا محمد لمشركي قومك الذين اتخذوا الأوثان والأصنام آلهة يعبدونها من دون اللَّه، اعملوا أيها القومُ على تمكنكم من العمل الذي تعملون ومنازلكم، {إِنِّي عَامِلٌ} كذلك على تؤدة، على عمل من سلف من أنبياء اللَّه قبلي {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} إذا جاءكم بأس اللَّه مَن المحق منا من المبطل والرشيد من الغويّ). وقال القاسمي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015