وفي سنن النسائي عن سهل بن حنيف، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [بشِّر الناس أنه من قال لا إله إلا اللَّهُ وحده لا شريك له، وجبت له الجنة] وسنده صحيح (?).

قلت فإذا نطق بها عند الاحتضار كانت من أكبر البشائر وأتمها.

وفي معجم الطبراني عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [بُشرى الدنيا الرؤيا الصالحة] (?).

فهذه البشائر جميعًا من نبيّ الأمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- تدخل في تفسير قوله جل ثناؤه: {لَهُمُ الْبُشْرَى}، فنسأل اللَّه أن يمتعنا ببشائر الدنيا وبنعيم الآخرة إنه سميع قريب.

وقوله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ} -يا محمد- {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}. وفي قوله: {فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} أكثر من تأويل:

التأويل الأول: أي يتخيرون الحسن من القبيح. قال ابن عباس: (هو الرجل يسمع الحسن والقبيح فيتحدث بالحسن وينكف عن القبيح فلا يتحدث به).

التأويل الثاني: قيل أحسنه طاعة اللَّه. فعن قتادة قال: ({فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} وأحسنه طاعة اللَّه).

التأويل الثالث: قيل يتبعون المعالي من الأوامر ويتصدرون للأمور العظام. فعن السّدي قال: (أحسن ما يؤمرون به فيعملون به). قال ابن جرير: (الذين يستمعون القول من القائلين فيتبعون أرشده وأهداه وأدله على توحيد اللَّه والعمل بطاعته، ويتركون ما سوى ذلك من القول الذي لا يدل على رشاد ولا يهدي إلى سداد).

التأويل الرابع: قيل يستمعون القرآن وغيره فيتبعون القرآن. ذكره القرطبي.

التأويل الخامس: قيل: يستمعون القرآن وأقوال الرسول فيتبعون أحسنه أي محكمه فيعملون به. قال الشوكاني في فتح القدير: {لَهُمُ الْبُشْرَى} قال: بالثواب الجزيل وهو الجنة، وهذه البشرى إما على ألسنة الرسل، أو عند حضور الموت أو عند البعث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015