اللَّه أو بهواه، وكل من ذُبحَ له أو ابتاع دينًا لم يأذن به اللَّه أو زاد أو انتقص من شرع اللَّه. وقد جاء هذا المعنى عن أئمة كرام: قال الإمام مالك: (الطاغوت: كل ما عبد من دون اللَّه).

وقال العلامة ابن القيم: (الطاغوت: كل ما تجاوز به العبد حدّه: من معبود أو متبوع، أو مطاع. فَطاغوت كل قوم: من يتحاكمون إليه غير اللَّه ورسوله، أو يعبدونه من دون اللَّه، أو يتبعونه على غير بصيرة من اللَّه، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة للَّه، فهذه طواغيت العالم، إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم أعرض عن عبادة اللَّه تعالى إلى عبادة الطاغوت، وعن طاعة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى طاعة الطاغوت ومتابعته).

ويؤيد هذا قوله تعالى في سورة النحل: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.

واختاره ابن جرير بقوله: (أي اجتنبوا عبادة كل ما عُبِد من دون اللَّه من شيء).

وقوله: {وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ}. قال قتادة: (وأقبلوا إلى اللَّه). وقال السدي: (أجابوا إليه). وقال ابن جرير: (وتابوا إلى اللَّه ورجعوا إلى الإقرار بتوحيده والعمل بطاعته والبراءة مما سواه من الآلهة والأنداد).

وقوله: {لَهُمُ الْبُشْرَى}. أي: في الدنيا بالفرج والمخرج والنصر والغنيمة وفي الآخرة بالجنة والرضوان ونعيم الفردوس. كما قال جل ثناؤه في سورة آل عمران: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}.

وفي المسند للإمام أحمد عن أبَيّ، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [بَشِّرْ هذه الأمّةَ بالسَّناء، والدين، والرِّفعة، والنصر والتمكين في الأرض، فمن عملَ مِنْهمْ عملَ الآخِرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة من نصيب] وسنده صحيح (?).

وفي جامع الترمذي وسنن أبي داود بإسناد صحيح عن بريدة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: [بشِّرِ المشّائين في الظُّلَمِ إلى المساجد بالنور التام يومَ القيامة] (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015