عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرًا] (?).

وأخرج الإمام النسائي بسند صحيح عن سعد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم] (?).

وقوله: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ} - فيه أقوال:

القول الأول: أي أعرض عنهم حتى يفجؤهم الموت. فعن قتادة: ({فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ}: أي إلى الموت).

القول الثاني: أي أعرض عنهم إلى الوقت الذي أمهلهم الله إليه وهو يعلمه وحده.

فعن الزجاج: ({فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ} قال: إلى الوقت الذي أمهلوا إليه).

وقال القاسمي: ({حَتَّى حِينٍ} أي: إلى استقرار النصر لك).

القول الثالث: أي أمهلهم إلى يوم بدر يوم يُكسرون ويخزيهم الله. فعن السُّدي: (في قوله: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ} قال: حتى يوم بدر). وقال ابن عباس: (يعني القتل ببدر).

القول الرابع: أي أمهلهم إلى يوم فتح مكة - ذكره القرطبي.

القول الخامس: أي أعرض عنهم إلى حين يعانون العذاب يوم القيامة.

فعن ابن زيد: ({فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ} قال: يوم القيامة).

قلت: يخفف الله في هذه الآية عن نبيّه ويسليه بأن لا يأبَهَ لاستهزاء المشركين، ويعرض عنهم إلى أن يأذن الله في إحقاق أمره ونصر نبيه وصحبه، يوم يسحق المؤمنون رؤوس الكفر بمكة في يوم بدر، ويوم يستقر النصر للمسلمين في فتح مكة، ويحكم المسلمون بمنهج الوحي، ثم ستبصرهم يا محمد أنت وأصحابكَ وقد أخزاهم الله في الدنيا، ويوم القيامة يفضحهم بما بيّتوا من مكر وكبر وظلم، ثم يصليهم جهنم وساءت مصيرًا. فاصبر على أذاهم اليوم يا محمد فإن الغَدَ ليس لصالحهم فسننصرك ونظفرك بهم. وهذه الآية كقوله تعالى في سورة الأحزاب: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015