وكذلك روى الحاكم عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [صنائع المعروف تقي مصارعَ السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا، هم أهل المعروف في الآخرة] (?).

ولذلك كان مثل هذا الحضور بين يدي الله عز وجل بكامل التذلل والاعتراف بالذنب ورقة القلب والإقرار بالنعم - التي لا يحصيها على العبد إلا الله - هو سيد الاستغفار كما وصفه النبي - صلى الله عليه وسلم -.

فقد أخرج البخاري في صحيحه، والترمذي في جامعه، عن شداد بن أوس - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [سيّد الاستغفار، أن يقول العبد: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عَبْدُك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها من النهار موقِنًا بها، فمات من يومه قبل أن يُمْسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقِنٌ بها فمات قبل أن يُصبحَ، فهو من أهل الجنة] (?). هذا لفظ البخاري. وقوله أبوءُ: معناه أقِرُّ وأعترف.

وأما لفظ الترمذي نسخة "التحفة": [ألا أدلك على سيد الاستغفار؟ اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وابن عَبْدك، وأنا على عَهْدِكَ ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعتُ، وأبوء لك بنعمتك عليّ، وأعترف بذنوبي، فاغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، لا يقولها أحدٌ حين يُمسي إلا وجبت له الجنة].

وأما في نسخة "بولاق" ونسخة "الدعاس" فبلفظه: [لا يقولها أحد حين يمسي فيأتي عليه قدر قبل أن يصبح إلا وجبت له الجنة، ولا يقولها حين يصبح فيأتي عليه قدر قبل أن يمسي إلا وجبت له الجنة] (?).

وخلاصة القول: أن الإكثار من العمل الصالح في الرخاء ينجي الله به عبدهُ في الشدةِ، وفي ذلكَ أحاديث عظيمة من كنوز السنة الصحيحة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015